حملة هاشتاغ # 24 ساعة للتحرك !
منذ بداية جائحة فيروس كوفيد-19، لم تتوانى الحكومة في تونس عن تقديم بلاغ موجه إلى المواطنات والمواطنين التونسيين لإعلام الشعب عن تطورات الوضع والاجراءات الاحترازية التي يجب اتباعها.
تجاهل وأقصى هذا البلاغ الأشخاص الصم أو الذين يعانون من صعوبة في السمع، وذلك بعدم توفير الترجمة بلغة الإشارة والشريط المترجم للبلاغ. وهنا نتكلم، بحسب أرقام غير رسمية، عن شريحة من الشعب عددهم 70 ألف إلى 200 ألف شخص أما الأرقام الرسمية للمعهد الوطني للإحصاء فقدر عددهم في تونس في عام 2014 بأكثر من 20 ألف شخص.
لم يكن إلا بفضل تعبئة من المجتمع المدني المؤلف من جماعات الصم ومترجمين لغة الإشارة التونسية تمكن الأشخاص الصم أو الذين يعانون من صعوبة في السمع، من الحصول على المعلومات الأساسية المتعلقة بفيروس كوفيد-19. هذا و لا تزال الخطابات الرسمية لرئاسة الجمهورية والحكومة غير متوفرة بلغة الإشارة و ذلك رغم حملات المناصرة و التعبئة.
شابات وشباب روابط – تونس، بإشراف من المركز التونس المتوسطي - TUMED ، مدفوعين من فداحة الوضع والتجاهل الذي يتعرض له الأشخاص الصم في تونس بإنكار حقهم بالنفاذ إلى المعلومة قرروا ان يتصرفوا!
* أدناه فيديو ترجمة المقال بلغة الإشارة التونسية
تم الإعلان عن مقابلة مع رئيس الحكومة بتاريخ 19 نيسان/افريل 2020 قبل يوم واحد من موعدها، ولم يكن مفاجئاً أنه لم يتم الإعلان عن برمجة أي تدابير تسهيل النفاذ والوصول.
خلال نقاشهم على ميسينجر فيس بوك، قرر أعضاء المجموعة، المؤلفة من معلميّ ومعلمات حقوق الإنسان، التصرف بسرعة وجاءتهم فكرة إطلاق حملة على الفور: "علينا أن نجعل الغير مرئي، مرئي، وعلينا الضغط على وسائل الإعلام والحكومة لتوفير هذا الحق!". لذا وخلال أقل من 24 ساعة وفي فترة الحجر العام، كان يجب استخدام التكنولوجيا وغزو شبكات التواصل الاجتماعي للمطالبة بوجود مترجمين إلى لغة الإشارة التونسية.
وهكذا صممت المجموعة عدة هاشتاغات # مع رسائل : #حق_النفاذ_للمعلومة للصم، #لغة_الإشارات_حق_موش_مزية، #الحق_لنفاذ_المعلومة_للجميع
وبتاريخ 18 نيسان/افريل 2020 وحوالي الساعة 11:30 مساءً انهالات التعليقات بالهاشتاغات على خبر إعلان المقابلة على صفحة التلفزيون التونسي على الفيسبوك من قبل مجموعة مبادرة روابط. وكانوا قد تواصلوا مع شبكات نشطاء في مجال حقوق الإنسان، وجمعيات خاصة بالأشخاص الصم، وحشد حتى معارفهم وعائلاتهم ودوائرهم الخاصة على شبكات التواصل الاجتماعي للمشاركة بالحملة. تم تداول الخبر بسرعة، وفي اليوم التالي صباحاً، قام شخص أصم، بإطلاق نداء عبر فيديو على الفيس بوك يطلب من مجموعات الأشخاص الصم الانضمام لهذه الحملة على شبكات التواصل الاجتماعي. تلاه نداء من مترجمة شابة بلغة الإشارة وهي عضو في مجموعة روايط أيضاً عن طريق فيديو على فيس بوك تشرح فيه كيفية المشاركة بحملة الهاشتاغات. وخلال بضع ساعات كان هناك المئات والمئات من التعليقات، وظهرت هاشتاغات جديدة: #حقي_ننفذ_للمعلومة_بلغة_الاشارات، #انا_اصم_حقي_نفهم_الخطابات_بلغتي" الشعار الذي اطلقه الصم أنفسهم.
3 ساعات قبل بداية المقابلة، وخلافاً للمرات السابقة، عرفنا أنه سيكون هناك ترجمة فورية إلى لغة الإشارة للبث المباشر لخطاب رئيس الحكومة على التلفاز. لحظة رضى وراحة كبيرة لرؤية كيف أن هذه الحملة عبر الأنترنت التي بادر بها شابات وشباب روابط ساهمت في الضغط على الحكومة ودعمت المطلب الذي كانت تنادي به منذ سنوات مؤسسات وجمعيات تعنى بالصم وبالماضي القريب مؤسسات وجمعيات لمترجمي لغة الاشارة التونسية من اجل حق النفاذ للمعلومة للصم. إن نجاح هذه الحملة يعود إلى التعبئة الكبيرة التي قام بها مجتمع الصم. حيث ساهمت هذه التعبئة في نشر الحملة بشكل كبير، و في غزو شبكات التواصل الاجتماعي.
كل هذا سمح، بعد بضعة أيام، بتاريخ 23 نيسان/افريل 2020، وللمرة الاولى بتاريخ تونس، بالترجمة الفورية إلى لغة الاشارة لخطاب رئيس الجمهورية.