شريط القوائم
Equitas

شباب وشابات روابط في الأردن، رحلة التغيير!

رحلة التغيير

هي قصة 30 شاباً وشابة يعملون بشغف كبير متسلحين بإيمان قوي بقيمة الإنسان وكرامته. قرر الشباب والشابات ممارسة حريتهم في الاختيار، وبذلك مسّت رحلتهم حياة أكثر من 1500 شخص في مجتمعهم المحلي.

عُقد المنتدى الوطني في الأردن، يوم 28 تشرين الأول (أكتوبر) 2020، عبر الإنترنت بعنوان "إلى متى؟". مثّل المنتدى تتويجاً لثلاث سنوات من العمل على مبادرة روابط ايكويتاس، والتي نُفذت بالشراكة مع منظمة رواد في عمان، وهي المنظمة الشريكة لايكويتاس في الأردن. كان غرض المنتدى معالجة قضية التمييز ضد المرأة في الأردن، بالإضافة إلى وضع توصيات بمساعدة المشاركات والمشاركين في المنتدى. قام فريق من القادة الشباب، الذين شاركوا في مبادرة روابط، بتنظيم هذه الاحتفالية التي جمعت أكثر من 100 شخص من المهتمّين بقضايا حقوق الإنسان في الأردن، من ممثلي منظمات المجتمع المدني والقطاعين العام والخاص.

أوضحت أوديت مكارثي، المديرة التنفيذية لمنظمة ايكويتاس، في كلمتها الافتتاحية، الغاية من مبادرة ايكويتاس للتربية على حقوق الإنسان، فالهدف المرجو يتمثّل بزيادة قدرة الشابات والشباب والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة على المشاركة في العمليات الديمقراطية والتمتّع بحقوق الإنسان. بهدف تحقيق هذه الغاية، وضعت مبادرة روابط النهج القائم على حقوق الإنسان في صميم أنشطتها، بالإضافة إلى التركيز على استخدام التكنولوجيا الرقمية لتنفيذ المبادرة، فكانت وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية أدواتها الرئيسية.

قدمت روان العمايرة، مديرة ومنسقة مبادرة روابط في رواد، الرحلة التي اتبعها المشاركون والمشاركات الشباب خلال السنوات القليلة الماضية التي سبقت المنتدى. أشارت العمايرة إلى أن المشاركات والمشاركين لم يسعوا طوال هذه السنوات إلى إيجاد الأسباب والأسس الرئيسية التي تقوم عليها انتهاكات حقوق الإنسان فقط، بل اتخذوا من ثقافة حقوق الإنسان كممارسة. أشارت العمايرة إلى أن الشابات والشباب قد استندوا في مبادراتهم المجتمعية على نهج تشاركي وشامل، فضلاً عن تعزيز أهمية المساواة.

يهدف عمل المجموعة إلى بناء مجتمعات أكثر أماناً وشمولية ومرونة، تُظهر احتراماً أكبر لحقوق الإنسان. علت أصوات هؤلاء الشباب والشابات ضد السلوكيات التمييزية تجاه النساء في محيطهم، بالإضافة للتشديد على أهمية استخدام لغة شاملة وعلى أهمية التعرّف على التحيزات التي تغذي الصور النمطية غير العادلة للمرأة. قادت هذه الحالة المشاركات والمشاركين للتساؤل: إلى متى؟ هل ستستمر هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان؟ وهذا ما أشارت إليه العمايرة بقولها:

"تمتد جذور التمييز ضد المرأة إلى منازلنا وداخل أسرنا، وإلى مكاتبنا وأماكن عملنا، وداخل البرلمان والوزارات، وضمن جميع فضاءات الحياة الديمقراطية بشكل عام. حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة، وبالتالي فإن الانتهاكات في مكان ما ترتبط بانتهاكات أماكن أخرى بعلاقة سببية " ~ روان العمايرة.

أثّرت مبادرة روابط بأكثر من 230 ألف شخص من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتحديداً في الأردن وتونس والمغرب ومصر. شملت روابط 14 مبادرة مجتمعية وحملة إعلامية لإطلاق رسائل حول حقوق الإنسان. تمكن المشاركون والمشاركات في روابط من إيصال أصواتهم إلى صناع القرار، وذلك عبر سعيهم لإحقاق حقوقهم بالتوافق مع سعيهم لاستعادة حقوق الآخرين، تحديداً حقوق الفئات المهمشة. وعلى الرغم من انتهاء مبادرة روابط، إلا أن العمل لم ينته بعد. فكما أشارت سمر دودين، المديرة الإقليمية ورئيسة البرامج في منظمة رواد، أثناء المنتدى:

"ساعد الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا التي تمت من خلالها إدارة المبادرة (المنتدى؟) على صياغة توصيات المناصرة لللجان التي بحثت بعمق في الحواجز والتغييرات التشريعية المطلوبة بهدف تحقيق المزيد من المساواة في النوع الاجتماعي، كما احترام حقوق المرأة. ستقوم منظمة رواد بمشاركة هذه النتائج مع القيادات الشابة وستقوم بإيصالها إلى المجلس الأعلى لحقوق الإنسان وكذلك اللجنة الوطنية للمرأة ".

تقدم النتائج الملموسة للمبادرات الرائعة التي قام بها الشباب والشابات الثلاثين فكرة عن كمية الجهود المبذولة وعن كمية العمل المُنجز عن طريق الشراكة الفعّالة بين منظمتي إكويتاس ورواد الأردن. شكّلت هذه المبادرة أرضية وقاعدة لمواصلة الرحلة نحو ارساء احترام أكبر لحقوق الإنسان في الأردن.